كلنا فاسدون





خلال قراءتي لتدوينة صادفتها على الفايسبوك  للمدون المغربي حسن الحافة، يرثي من خلالها الممثل المصري الكبير، أحمد زكي، ويذكر  بموهبته الفذة في أعمال ستبقى خالدة في أرشيف السينما المصرية والعالمية، أتارت انتباهي عبارة "كلنا فاسدون" التي تضمنها مقاله.

 العبارة التي رددها البطل الأسمر في فلم* ضد الحكومة* أثناء تجسيده دور المحامي، ورغم عدم معرفتي مسبقا، لا بالسياق ولا بجدوى استعمالها داخل الفلم الذي لم يسبق لي مشاهدته للأسف، إلا أن" كلنا فاسدون" عبارة تنطبق على الأغلبية الساحقة منا، أغلبية( ملائكية) لا يأتيها الباطل من يمينها أو من شمالها ، تمتلك هاتفا وتستبيح العام والخاص، حتى بات التشهير سمة مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف تلاوينها.

كلنا فاسدون بل ومستعدون للفساد فقط لم تتاح لنا الفرصةالسانحة ، ولم نجلس على كرسي المسؤولية.
كلنا فاسدون خصوصا حين يكون الفساد في مصلحتنا، كلنا  مستعدون لخرق القانون والتلاعب به إذا كان من أجل قضاء أغراضنا أو أغراض أحد من أقربائنا.

كلنا فاسدون ويستشري الفساد في عروقنا ،فقط لم نمتحن.
نعم وبالخط العريض،" كلنا فاسدون".

كلنا اليساري المنقلب على مبادئه ، كما كلنا اليميني الكاشف لعورته بعد سنوات حشمته التي اتخذها عملة صعبة خلال مرحلة الاستحقاقات الانتخابية.

كلنا الأمني ، الطبيب والموظف المرتشي ، كلنا البرلماني الذي نسي وعوده ما إن وطأت قدماه السجاد الأحمر داخل قبة البرلمان.

كلنا فاسدون ، فقط لم نجد ما يستدعي الفساد والإفساد.
كلنا الشيطان المريد، وكلنا محرض على الخطيئة فقط تنقص أغلبنا شجرة التفاح.
كلنا فاسدون من اخمص القدم حتى أعلى الرأس، إلا فئة قليلة جدا تكاد تكون منعدمة تمتلك من التبات والرزانة ما يخول لها التماسك أمام إغراءات الفساد الكثيرة والمتنوعة.

رحم الله أحمد زكي، ورحم عبدا عرف قدره وأمسك لسانه عن التشدق بالصدق والطهرانية وجلد ما تبقى من الناس، وليعلم الجميع أن الفساد أنواع أقله عدم انتظار دور داخل مصلحةما، كما لا يعتبر كل ما سبق تطبيعا مع الفساد ولا الدفاع عنه وإنما إيضاح أنه ليس كل ما يلمع ذهبا في زمن اختلطت فيه المعادن وصعب تمييزها.


ذ. نموس محسن

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

منابع المعرفة

2016