الوضعية الديداكتيكية
الرياضيات نموذجا
يقصد بالوضعية الديداكتيكية كما يوضح ذلك : Guy Brousseauمجموعة الشروط و العلاقات
التي تؤسس شكلا صريحا أو ضمنيا بين متعلم أو جماعة من المتعلمين و الوسط المدرسي
الذي تدرج فيه و نظام تربوي لكي يكتسب المتعلمون معارف مبنية أو معارف في طور
البناء.
و تتميز الوضعية الديداكتيكية بكونها وضعية مسألة يراد إيجاد حل لها
في إطار ما أصبح يعرف بالتعاقد الديداكتيكي، و معنى هذا أن للوضعية الديداكتيكية
مكونين اثنين هما:
ü التعاقد
الديداكتيكي
ü الوضعية
المسألة.
مراحل بناء المعرفة
الرياضياتية
إن بناء المعرفة الرياضياتية لدى المتعلم من خلال نظرية
الوضعيات الديداكتيكية سواء كانت مفهوما أو تقنية رياضياتية، تتم عبر أربع مراحل
تتسم بتفاعل جدلي بين المتعلم و الوضعية-المسألة المقترحة وفق التسلسل التالي:
1) وضعية الفعل
وهي الوضعية التي يكون فيها المتعلم أمام وضعية-مسألة،
حيث يتلمس بمفرده البحث عن حل لها، و ذلك بتقديمه حلا مؤقتا لهذه الوضعية من خلال
مكتسباته القبلية و تمثلتاه الشخصية التي يوظفها كأدوات في البحث عن الحل، و في
هذه الحالة يحاول بناء إستراتيجية أو نموذج غير مصرح به لهذا الحل.
2) وضعية الصياغة
وهي الوضعية التي يقدم فيها المتعلم صياغة صريحة للحل
المؤقت المتوصل إليه في وضعية الفعل بواسطة لغة و مصطلحات و رموز متعارف عليها مما
يجعله ينتج معرفة ذاتية خاصة به.
3) وضعية المصادقة
وهي الوضعية التي تتم فيها مناقشة المتعلم لمدى صلاحية و
مصداقية النموذج الذي توصل إليه و ذلك بمشاركة زملائه في مجموعة العمل حيث يقدم
مختلف الأدلة و الحجج التي تبرر الإستراتيجية التي قادتها إلى الحل.
4) وضعية المأسسة
وهي الوضعية التي تعطي بعدا مؤسساتيا للمعرفة
الرياضياتية الجديدة المراد اكتسابها و ذلك من خلال المناقشة الجماعية التي تتم
بين الأستاذ و جماعة القسم للحلول المؤقتة التي توصلوا إليها بهدف بلورة الحل
النهائي السليم و الذي تضبط فيه جميع المصطلحات و الرموز و التعابير الرياضياتية.