مميزات الوضعية الديداكتيكية


 



                                     مميزات الوضعية الديداكتيكية

الوضعية-المسألة


1)     مدلولها


تعتبر الوضعية-المسألة من بين الوضعيات الديداكتيكية التي أصبحت تثير الاهتمام أثناء الحديث عن الكفايات و ذلك لكونها تشكل منطلقا لبناء المفاهيم الرياضياتية من طرف المتعلم باعتبارها تقنية من تقنيات التعلم الذاتي.
و يقصد بالوضعية المسألة بأنها وضعية للتعلم، محددة بطريقة تجعل من غير الممكن إيجاد حل لها بمجرد تكرار أو تطبيق للمعارف القبلية للمتعلمين. لذلك فهي تستلزم صياغة فرضيات جديدة من أجل تشكيل نموذج لتنظيم عملية التعليم /التعلم للتوصل إلى الحل المطلوب لها.

2)     خصائص وضعية مسألة:


من أهم خصائص الوضعية المسألة، كما ركزت على ذلك    R . Douadyما يلي:
§        جعل المتعلم ينخرط في معطيات الوضعية-المسألة و يباشر في البحث عن إيجاد حل لها بتوظيف تمثلاته و مكتسباته القبلية.
§        معارف و مكتسبات المتعلم القبلية غير كافية لإيجاد حل للوضعية-المسألة بشكل فوري.
§        شعور و وعي المتعلم بالقصور الذي يعتريه أمام الوضعية-مسألة الشيء الذي يشكل له حافزا في البحث عن الأداة الأكثر ملاءمة للتوصل إلى الحل الرغوب فيه.
§        اعتبار المعرفة الجديدة التي يتوصل المتعلم إلى اكتشافها أو بنائها الأداة الملائمة لحل الوضعية-المسألة.

3)     صياغة الوضعية مسألة:


إن تهيئ وضعية مسألة يتطلب من الأستاذ دقة فائقة و عناية كبيرة في صياغتها، لأنه ليس من المتيسر دائما إعداد نص جيد تتوافر فيه جميع الخصائص السالفة الذكر، إلا أن هذا لا يمنع من اقتراح بعض المعايير التي ينبغي مراعاتها في صياغة نص وضعية مسألة و ذلك بأن يكون هذا النص:
-       مصاغا صياغة واضحة و محفزة ليس به لبس لغوي،
-       واضحا و مفهوما من لدن جميع المتعلمين،
-       يدفع فضول ورغبة المتعلمين في البحث عن الحل الرغوب فيه باستثمار تعلماتهم و تكييفها،
-       يستحث المتعلمين إحساسا بالتحدي الفكري،
-       لا يوحي بصورة ضمنية إلى الحل المطلوب،
-       واضح الهدف يساعد المتعلم على الاتجاه نحو بناء المعرفة المستهدفة مركزا على عدد قليل من القدرات حتى لا يتيه المتعلم عن الهدف،
-       مفتوحا بحيث يوحي بسلك عدة طرق أو مغلقا يحتمل حلا واحدا على مراحل،
إن البحث عن جودة النص "الوضعية-مسألة" لا يعني بالضرورة اتفاق الجميع  حول قيمة المعايير السابقة، بل بتدقيق و تحسين هذه المعايير عن طريق التجريب مع المتعلمين

4)     وظائف الوضعية المسألة


تضطلع الوضعية-المسألة بوظائف متنوعة نذكر منها:
§        جذب انتباه المتعلم و اهتمامه و إثارة دافعيته الداخلية للتعلم،
§        توفير الشروط لخلق صراع معرفي لدى المتعلم، يسهم في الإحساس أو القناعة بعدم كفاية المعارف السابقة و بالحاجة إلى معارف جديدة.
§        مساعدة المتعلم على بناء معارف و مفاهيم جديدة.
§        ربط المعارف و المفاهيم الجديدة بالإطار الدلالي للمتعلم بنوع من التدرج الحلزوني للمفاهيم،
§        التناغم مع المقاربة المتمركزة حول ذات المتعلم باعتباره عنصرا متحررا معتمدا على نفسه متفاعلا و مؤهلا للتعلم الذاتي (حل المشكلة و بناء المفهوم وتطبيقه في وضعيات جديدة.

5)     المتغيرات الديداكتيكية


تتوقف الوضعية الديداكتيكية على عوامل سيؤثر اختيارها على إستراتيجية حل المسألة. إن هذه العوامل هي المتغيرات. يكتسي البعض منها أهمية كبيرة، فهي تؤثر بشكل قوي في الإجراءات التي يقوم بها المتعلمون وفي التصرفات التي يلجؤون إليها خلال أنشطة حل الوضعية-المسألة المقترحة عليهم، نذكر من بين هذه المتغيرات:
§        سن الأطفال؛
§        المكتسبات الأولية للمتعلمين؛
§        بعض المتغيرات المرتبطة بالوضعية-المسألة؛
-       الكلمات و المصطلحات الواردة في نص المسألة؛
-       صياغة نص المسألة؛
-       مقدار الأعداد الواردة في النص؛
-       أدوات الرسم.
يستطيع المدرس التحكم في بعض المتغيرات دون أخرى، فهو إذا كان بإمكانه اقتراح أعداد معينة بدل أخرى أو إعادة صياغة نص ، فإنه بالعكس من ذلك لن يتمكن من تغيير سن الأطفال ولا مكتسباتهم الأولية حين مباشرة الوضعية. و عليه، فإن المتغيرات الملائمة التي يتحكم فيها المدرس و التي تؤثر على إجراءات المتعلمين و سلوكاتهم و على إستراتيجيته كمدرس هي المتغيرات الديداكتيكية.


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

منابع المعرفة

2016